الفصل الثاني من قطة طموح جارية

-المفاجأة

بعد أن وثقت شجرة الدر العلاقة بين زوجها الصالح نجم الدين وقومها الخوارزمية أصبحوا عونا قويا له فى حروبه وبينما ومنهمك فى مواجهة الأعداء على أحد الثغور تصل إليه أنباء وفاة أبيه واتفاق الأمراء على :
تولية سيف الدين بن سوداء ملك مصر والشام باسم العادل .
أن ينوب عنه فى دمشق اببن عمه الجواد مظفر الدين يونس بن مودود .
أما نجم الدين فيبقى كما هو أميرا على الثغور بالشرق .
وكان وقع تولية سيف الدين ملك على مصرعلى نجم الدين وقع الصاعقة لأنه فقد ملك مصر وتعرضها لخلاف الأمراء الذين سيهبون من أجل تحقيق أطماعهم ويمزقوا الدولة بينهم مستغلين ضعف الملك العادل وضعف الإدارة .
هنا قرر نجم الدين الانسحاب من حصار الرحبة حتى يتفرغ لحل المشكلة التى نشأت من طمع الأمراء فى القضاء عليه علما بأن حصاره للرحبة بدون جدوى ولو ظل محاصرا لها تمكنوا لها منه فكأنه يسلمهم رقبته وقد وافقت شجرة الدر على هذا الرأى قائلة : ( خيرا تصنع يا مولاى ) .
نجم الدين يفاجئ برجال مسلحين يطاردونه وعلم أنهم من الخوارزميين الذين اختلفوا معه وذلك بسبب مطامعهم الواسعة وكانوا قد خططوا للخروج عن طاعته وعندما سنحت لهم الفرصة هاجموه وتغلبوا على رجاله وكادوا يقبضوا عليه ولكن نجم الدين تمكن من الإفلات منهم وأسرع بمن بقى من جيشه إلى سنجار ليحتمى بها تاركا لهم الأموال والأثقال .
لم يكن يستقر فى سنجار حتى كانت جيوش غياث الدين الرومى تحاصر ( آمد ) أعظم مدن ديا ربكر على نهر دجلة ومنها توران شاة بن نجم الديين وكان بدر الدين لؤلؤ قد أسرع هو الآخر بجيشه والتف حزل قلعة سنجار مهددا ومتوعدا ومقسما بألا ينصرف حتى يقبض على نجم الدين وشجرة الدر .
*←وهنا ظهرت شجرة الدر بفكرتها التى أنقذت الموقف والذى يدل على ذكائها ومهارتها فى رسم الخطط حيث طلبت من القاضى بدر الدين الزرزارى قاضى سنجار وكان يتميز بلباقته وقوة بيانه وحسن مداخله أن يحلق لحيته وتقوم بإنزاله بالحبال من أسوار القلعة وأعطته كتابا إلى قومها الخوارزمية تطلب منهم المساعدة العسكرية وتمنيهم وتمحو من نفوسهم كل ما يبغضهم من نجم الدين فهم أهلها وعشيرتها ومعقد آمالها .
فأسرعوا بنجدتها وحاصروا جيوش بدر الدين ففر بجيشه كما ذهب بعض الخوارزمية إلى آمد ليخلصوها من غياث الدين الرومى وينقذوا تورران شاه ببن نجم الدين من الحصار